إنشاء حساب

دور الذكاء الاصطناعي الفعّال في الصيدلة

3٬223 Views

تبيّن في السنوات الأخيرة أنَّ الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً حيوياً في تحسين الكفاءة و الابتكار في قطاع الصيدلة من خلال تجسيد هذا النوع من التكنولوجيا عن طريق البرمجيات الذكية المتقدمة لتطوير قطاع الصناعات الدوائية و مبيعاتها. بالإضافة إلى تقدُّم تطبيقاتها بهدف تحسين البحث و الرعاية الصحية للمرضى. في هذه المقالة، سوف يتم تحليل التأثير الإيجابي الذي نشهده في قطاع الصيدلة بسبب التدخل التكنولوجي المرتبط بالذكاء الاصطناعي و اتجاهاته المستخدمة.

التقنيات التكنولوجية المستخدمة من قبل الذكاء الاصطناعي

  • التعلّم العميق: يعمل هذا النوع من التكنولوجيا على دراسة المرض و تشخيصه و الاستعانة بالصور الحساسة و تحليلها و دمج بيانات المرض مع معلومات المريض.
  • خوارزميات علم البيانات: يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات السريرية الخاصة بالمريض و اتخاذ قرارات تتعلق بمجريات الخطة العلاجية و تطور الأدوية.
  • خوارزميات التعلًم الآلي: يُستفاد منها في التنبؤ بالنتائج بعد اتخاذ القرارات وتصنيف المعلومات باستخدام تحليلات مخصصة مما يتيح إجراء التجارب السريرية مع ضمان فعاليتها.

 

كيف يقوم الذكاء الاصطناعي برفع كفاءة قطاع الصيدلة

 

الدقة و السرعة في تحليل البيانات الصيدلانيّة

يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنيات التعلم العميق في تحليل البيانات الكبيرة المتعلقة بتأثيرات الأدوية على المرضى، و يترتب على ذلك دقة التحليل و تقليل الوقت المستغرق في هذا النوع من العمليات، مما يساعد في توفير توجيهات أفضل لعلاج المرضى في وقت قياسي.

تحسين عمليات التشخيص و علاجات الأدوية

تقوم خوارزميات التعلم الآلي في النظم الذكية على تحليل الصور الطبية وتقديم تشخيص مخصص للأمراض، وكذلك تحسين عمليات اختيار الأدوية المناسبة و هذا يعتبر دور تكميلي لتقنية التعلم العميق لتحقيق فائدة أكبر للقطاع الصحي.

و لقد وصل التقدم في هذا المجال إلى توفير توصيات دوائية شخصية تعتمد على متغيرات فردية لكل مريض.

بلورة توزيع الأدوية و إدارة المخزون

تطبيق نظم التنبؤ بطلب الكميات الدوائية من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة مخزون صيدليات المجتمع وتوزيع الأدوية بشكل فعال وتقليل فاقدها. مما يساهم في تقييم ما هو متوفر لدى المستودعات بشكل دائم، حيث يتم استخدام التحليل الذكي لفهم احتياجات العملاء بشكل أفضل وتحسين خدمتهم. فضلاً عن بدء استخدام بعض الدول للروبوتات التي ترتبط بتقنيات الذكاء الاصطناعي من اجل تقليل الوقت و الجهد في عمليات التوزيع.

تقليل الأخطاء الدوائية و تعارضاتها

تقوم النظم بتحقق ذاتي لمتابعة الخطة العلاجية الموصوفة للمريض و التحذير من التداخلات الدوائية، مما يرفع من مستوى الخدمة الصحية عن طريق تقليل الأخطاء الطبية و زيادة بناء الثقة الدائمة بين العملاء و الموظفين. و من أبرز هذه المظاهر : تزويد أنظمة إدارة الصيدلية بنظام تحذيري ذكي يستند للذكاء الاصطناعي لتنبيه الصيادلة عندما يتم اكتشاف أي تداخل بين الأدوية الموصوفة.

مستقبل دور الصيادلة مع التزايد المستمر في استخدام الذكاء الاصطناعي

هناك جدال مستمر في الفترة الآخيرة، يحذر البعض من فقدان التوجيهات الشخصية التي يقدمها صيادلة المجتمع؛ بينما يعتقد الكثير من علماء التكنولوجيا أنَّ أهمية الذكاء الاصطناعي تكمن في تعزيز الكفاءة للقطاع الصيدلاني.

و هنا سيشهد المستقبل الوظيفي للصيادلة تعاوناً مع الأنظمة الآلية، مع التأكيد على أهمية دورهم في صناعة القرار و إدارة علاج الحالات المعقدة.

في الختام، يظهر بوضوح أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحمل إمكانيات هائلة لتحقيق تحولات جذرية وابتكارات متقدمة. فهي لا تقتصر على تحسين دقة وسرعة اكتشاف الأدوية فقط، بل تمتد تأثيراتها إلى تحسين مراحل التجارب السريرية وتطوير عمليات التصنيع الدوائي.

كتابة : رهف سليمان | نشر: Daniel Qura

مقالات قد تعجبك