إنشاء حساب

كيف ستغير تقنية النانو الوجه الذي نعرفه لصناعة الأدوية ؟

943 Views

مع انتشار تقنيات صناعة الأدوية المختلفة مثل الذكاء الاصطناعي و طباعة ال 3D وتطورها لحظة بلحظة ، سطع نجم تقنية النانو وأبدى قدرة عالية لتغيير ما نعرفه في الوقت الحالي عن أنظمة وصول الأدوية الى وجهتها المنشودة في جسم الانسان .  

ومن اشهر التطبيقات لهذه التقنية ما استطاع العلماء الوصول له في الأدوية المضادة للأورام ، حيث تمكن العلماء من ابتكار أدوية نانوية الحجم لديها نظام هندسي معين قادر على تمييز الخلايا السرطانية من خلايا الجسم السليمة ، مما يؤدي الى عدم ظهور الاعراض الجانبية المصاحبة للأدوية التقليدية لعدم احتوائها عليها . 

ما هي تقنية النانو  

أصل كلمة النانو مشتق من الكلمة الإغريقية “نانوس (ננו) “، وتعني اصطلاحا القزم ويقصد بها كل شيء صغير. 

 وهي تقنية تعمل عن طريق البحث و تطوير جزيئات صغيرة الحجم تتراوح بين ( ١-١٠٠ ) نانو متر في المختبرات العلمية ، وقد استطاعت الدخول في العديد من المجالات الحديثة المختلفة .  

من المثير للاهتمام في هذه المواد انها قد اظهرت سلوكا رائعا لا يصدق عند استخدامها لنقل الأدوية، حيث أبدت قدرة عالية على الوصول الى مستقبلات معينة بدقة في الجسم ، مما أدى الى الحصول على فعالية اعلى للدواء وقلل آثاره الجانبية قدر الامكان ، واصبح بالامكان تصميم الباحثين العلاج ليناسب احتياجات كل مريض.  

تختلف الأدوية المصنعة بتقنية النانو عن الأدوية المتعارف عليها بشكلها التقليدي بمقدار حجمها الصغير ، وقد تتسائل كيف سنستفيد من هذه الخاصية؟  

زيادة الاستفادة البيولوجية   

تواجه الأدوية المصنعة بالطريقة التقليدية مشكلة الاختلاف بين كمية الدواء الداخلة للجسم والكمية الفعلية التي نؤدي الدور العلاجي ، يعود ذلك الى مواجهة الدواء للعديد من المراحل الاستقلابية في الجسم ومروره عبر عدة حدود بيولوجية ، ينتج عنه وصول كمية اقل للمستقبلات الحساسة الخاصة به . 

تأتي تنقية النانو لتحل هذه المشكلة تدريجيا عن طريق تحسين ذوبان واستقرار الأدوية بسبب الحجم الصغير للجزيئات ، مما يسفر عن الحصول على استفادة مثلى من المادة الفعالة . 

 

 

تصميم ادوية خاصة بكل مريض 

حيث برزت هذه التقنية في قدرتها على انتاج وتصنيع ادوية بمواصفات معينة حسب دراسات بروتينية، وجينومية، وجينية، بالإضافة إلى الظروف الصحية والبيئة المحيطة بالمريض , كلها صفات يتم استخدامها للحصول على الدواء الصحيح بالجرعة الصحيحة في الوقت الصحيح ، للمرضى الذين فشلت الخطط العلاجية المعتادة في اظهار اي تأثير علاجي عليهم . 

تخطي الحدود البيولوجية 

من المشاكل الشائعة في تقنيات الأدوية التقليدية ، هي عدم امكانية الدواء الوصول الى اماكن معينة في الجسم إما لكبر حجم الجزيئات او لعدم تناسبها كيميائيا مع هذه المنطقة  .  

فتأتي التقنية النانوية وتتفوق في هذه النقطة بسبب حجمها الصغير ، مما يعطيها فرصة اكبر للمرور عبر الأنسجة والوصول الى مناطق ابعد من الأدوية العادية ، مما يفتح الأفاق والاحلام لحل الأمراض المستعصية وتقديم حلول ناجعة لمشكلات العصر الجديد . 

تعد هذه التقنية سلاح ذو حدين كمثيل كل شيء في الحياة ، حيث انها تعد من  اكثر التقنيات الواعدة في القطاع الصيدلاني وتعد خطوة هامة  للأمام في قطاع الرعاية الصحية ، يستمر البحث والتطوير كل ثانية لإيجاد حلول وتقنيات جديدة لمشكلات الانستن المعاصر ، لكن من  الضروري  الالتزام بالمعيار الاخلاقي للمهنة والانتباه الى مضار هذه التقنية  والتي تعود لنفس الشيء المميز فيها ، الموازنة والاستخدام العقلاني للتقنية سيحافظ عليها ويمكننا من الاستمرار في الحصول على اكبر فائدة منها.

كتابة : زين مصاروه | أقر أيضا : مراحل تطوير الدواء

مقالات قد تعجبك