تستمر موضة المكملات الغذائية في الارتفاع هذه الأيام، فنجد إقبالًا متزايدًا على فيتامين C بحجة أنه يخفف أعراض الزكام. في الوقت نفسه، يرتفع الطلب على المغنيسيوم لكونه يُسوَّق كمضاد اكتئاب طبيعي. والمثير للدهشة أن كثيرًا من الناس يشترون هذه المكملات دون استشارة طبية أو إجراء فحوصات مخبرية. فما السر وراء هذا الارتفاع المفاجئ؟ وهل هناك بالفعل فائدة حقيقية؟
تُعد المكملات الغذائية من أكثر المنتجات الصيدلانية مبيعًا، إذ يتهافت عليها آلاف الأشخاص سنويًا. وعلى الرغم من أنها لا تمتلك التأثير العلاجي للأدوية، فإنها تتميز عمومًا بقلة آثارها الجانبية. لذلك، تُعتبر خيارًا جيدًا لمن لا يحصلون على نظام غذائي متوازن.
أسباب الاستهلاك المبالغ فيه للمكملات الغذائية:
- التسويق عبر المشاهير والمؤثرين: تلجأ الشركات إلى مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمكملاتها، مما يدفع المستهلكين إلى شرائها دون التأكد من الحاجة الفعلية لها.
- التداول الشعبي للمعلومات الخاطئة: يستهلك الناس المكملات بناءً على توصيات غير متخصصة، دون الاستناد إلى حاجة فعلية أو نقص مثبت مخبريًا.
- سهولة التناول مقارنةً بالأطعمة: يفضل البعض المكملات على الأغذية الطبيعية، خاصة إذا لم يحبوا بعض الأطعمة. إضافةً إلى ذلك، فإن معظم المكملات عديمة اللون والرائحة، مما يسهل تناولها.
هل للمكملات الغذائية فعالية حقيقية؟
قد يحتاج البعض إلى المكملات الغذائية، لكن ذلك يجب أن يستند إلى فحوصات مخبرية تُثبت وجود نقص معين. في هذه الحالات، تمتاز المكملات بسرعة امتصاصها وفعاليتها مقارنةً بالأطعمة الغنية بهذه العناصر.
على سبيل المثال، تحتاج المرأة الحامل إلى مكملات الحديد، كما يحتاج كبار السن إلى فيتامين D لتعزيز صحة العظام. مع ذلك، فإن الإفراط في تناولها قد يكون غير ضروري أو حتى ضارًا.
متى تصبح المكملات الغذائية خطرة؟
رغم أن معظم المكملات آمنة عند تناولها بالجرعات الموصى بها، فإن هناك حالات تتطلب الحذر:
- التداخلات الدوائية: قد تؤثر بعض المكملات على فعالية الأدوية. مثلًا، يقلل فيتامين K من تأثير مميعات الدم، بينما تزيد عشبة الجنكو من خطر النزيف. أما عشبة سانت جون، فقد تُسرّع تحلل بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب وحبوب منع الحمل، مما يقلل من فعاليتها.
- الأضرار المحتملة لبعض المكملات “الطبيعية”: مجرد كون المنتج “طبيعيًا” لا يعني أنه آمن. على سبيل المثال، قد تسبب أعشاب السمفيتون والكافا تلفًا خطيرًا في الكبد.
يبقى الحفاظ على نظام غذائي متوازن، غني بالخضروات والألياف، الخيار الأفضل لصحة جيدة. فالأطعمة الطبيعية تحتوي على مئات العناصر الغذائية التي تعمل بتناغم داخل الجسم، وغالبًا ما تكون تراكيزها أكثر فائدة من المكملات المصنعة. لذا، يجب التعامل مع المكملات الغذائية بحذر، وعدم تناولها إلا عند الحاجة الفعلية وتحت إشراف طبي.
انشر مقالك على مدونة أومت الآن!
لمعرفة المزيد عن حلول أومت، تواصل معنا!