مع التقدم السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أصبحت البيانات الطبية الرقمية جزءًا أساسيًا من أنظمة الرعاية الصحية الحديثة. تُستخدم لتحسين جودة الخدمات الطبية، وتسهيل التشخيص، وتطوير خطط علاج مخصصة للمرضى. ومع ذلك، فإن اعتماد الناس على التكنولوجيا الرقمية جلب معه تحديات كبيرة تتعلق بخصوصية البيانات الطبية و الأمن السيبراني.
أهمية خصوصية البيانات الطبية و الأمن السيبراني
تحتوي السجلات الطبية الإلكترونية على معلومات حساسة، تشمل التاريخ الطبي، ونتائج فحوصات ، وأدوية موصوفة، وحتى تفاصيل شخصية، مثل العنوان ورقم الهوية. الحفاظ على السرية أمر بالغ الأهمية للأسباب التالية:
- حماية حقوق المرضى: يحق لكل مريض أن تُعامل معلوماته الصحية بسرية تامة.
- الحفاظ على الثقة في الأنظمة الصحية: يؤدي انتهاك خصوصية المريض إلى فقدان الثقة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية.
- الالتزام بالقوانين والتشريعات: تفرض العديد من الدول قوانين صارمة، مثل قانون HIPAA في الولايات المتحدة، لضمان حماية البيانات الصحية.
تحديات رئيسية في الأمن السيبراني للبيانات الطبية
- الهجمات الإلكترونية المتزايدة:
- هجمات برامج الفدية (Ransomware): تستهدف هذه الهجمات أنظمة المستشفى، وتقوم بتشفير البيانات الطبية مقابل طلب فدية.
- اختراق وسرقة بيانات: يقوم القراصنة بسرقة السجلات الصحية لبيعها في السوق السوداء أو استغلالها في الاحتيال.
- ضعف البنية التحتية التقنية:
- تعتمد بعض المستشفيات على أنظمة قديمة تفتقر إلى تحديثات الأمان الحديثة.
- ضعف إجراءات التحقق من الهوية يسهل الوصول إلى بيانات حساسة.
- استخدام زائد للأجهزة المتصلة بالإنترنت (IoMT):
- قد تشكل الأجهزة الطبية المتصلة نقطة ضعف في النظام إذا لم تكن مؤمنة بشكل جيد.
- يمكن للهاكرز استغلال هذه الأجهزة للوصول إلى شبكة المستشفى بأكملها.
- نقص الوعي الأمني:
- قد يتسبب فتح رسائل بريد مشبوهة أو استخدام كلمات مرور ضعيفة في اختراق الأنظمة.
- التدريب غير الكافي على ممارسات الأمن السيبراني يعزز من احتمال حصول هجمات.
أفضل الممارسات لحماية البيانات الطبية يجب على المؤسسات الصحية تبني مجموعة إجراءات وقائية واحترازية، منها:
- تشفير البيانات: يجب تشفير جميع البيانات أثناء النقل ضمان عدم قراءتها في حال وقوع اختراق.
- استخدام مصادقة متعددة العوامل (MFA): تعزيز أمان الدخول إلى الأنظمة من خلال طلب أكثر من وسيلة تحقق.
- تحديث الأنظمة بانتظام: تثبيت أي تحديثات أمنية لمنع استغلال الثغرات في البرامج القديمة.
- تدريب موظفين على الوعي الأمني: تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للتعرف على أساليب الهجمات الإلكترونية وطرق الوقاية منها.
- إجراء اختبار أمان دوري: فحص الأنظمة لاكتشاف الثغرات قبل أن يستغلها المهاجمون.
- وضع خطط طوارئ مع استجابة سريعة: إعداد خطة لاستعادة البيانات في حالة حدوث هجوم لتقليل الأضرار .
التشريعات العالمية والمحلية لحماية البيانات الصحية و الأمن السيبراني
- قانون HIPAA (ولايات المتحدة): يلزم مقدمي الخدمات الصحية باتخاذ تدابير لحماية معلومات المرضى.
- اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR – الاتحاد الأوروبي): تشمل بنودًا لحماية البيانات الصحية وتفرض غرامات صارمة على المخالفين.
- قوانين محلية في الدول العربية: بدأت العديد من الدول العربية في سن قوانين لحماية البيانات الشخصية، بما يشمل السجلات الصحية.
تشكل خصوصية البيانات الطبية والأمن السيبراني تحديًا حيويًا في ظل اعتماد الأشخاص على التكنولوجيا في القطاع الصحي. إن حماية معلومات المرضى ليست مجرد مسألة تقنية فحسب، بل هي مسؤولية أخلاقية تتطلب تعاون جميع الأطراف المعنية، من مزودي الخدمات الصحية إلى صناع السياسات. من خلال اعتماد أحدث تقنيات الأمان، وتدريب عاملين، وتطبيق قوانين بصرامة، يمكن تعزيز أمن البيانات الطبية وضمان ثقة المرضى في النظام الصحي.
انشر مقالك على مدونة أومت الآن!
لمعرفة المزيد عن حلول أومت، تواصل معنا!