إنشاء حساب

مراحل تطوير الدواء

مراحل تطوير الدواء

2٬773 Views

تطوير الدواء هو عملية يقوم بها مطور أدوية لإدخال منتج دوائي إلى السوق بعد تحديد مركب فعّال من خلال عملية اكتشاف الأدوية. تتطلب هذه العملية استثماراً كبيراً في الوقت والمال، حيث قد تستغرق ما بين 10 الى 15 عاماً وقد تصل تكلفتها إلى أكثر من ملياري دولار حسب مؤشرات عام 2021.

ما هي مراحل تطوير الدواء؟

مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية تقسم هذه العملية إلى خمسة خطوات رئيسية:

  1. اكتشاف وتطوير الدواء
  2. التجارب غير السريرية
  3. التجارب السريرية
  4. المراجعة التنظيمية
  5. مراقبة ما بعد التسويق

اكتشاف وتطوير الدواء

اكتشاف الدواء

هناك العديد من الطرق قد يستخدمها مطور الدواء ليكتشف أدوية جديدة:

  • أبحاث جديدة تخص طبيعة الحالة المرضية قد تساهم في تطور دواء يوقف أو يعكس آثار المرض من خلال مواقع ارتباط جديدة (target binding sites)
  • اختبار عدة مركبات جزيئية لاكتشاف آليات عمل ضد عدد كبير من الأمراض
  • اكتشاف آثار غير متوقعة لعلاجات متاحة، ما يؤدي إلى استخدام هذه العلاجات في مؤشرات مختلفة
  • استخدام تكنولوجيا طبية جديدة توفر طرقاً جديدة لضمان وصول العلاجات المحتملة إلى المواقع المستهدفة

يجب الإشارة إلى ان الذكاء الاصطناعي قد بدأ في تغيير طريقة اكتشاف الأدوية. مثلاً، يناقش مقال نشر في عام 2021 في مجلة Scientific Reports استخدام التعلّم العميق وتقنية “في السيليكو” (in silico) لتصميم اللقاحات الجديدة للوقاية من فيروس كورونا. 

تطوير الدواء

عندما يحدد الباحث مركباً واعداً للتطوير، يخضع هذا المركب إلى تجارب لجمع معلومات تتعلق بـ:

  • حركية الدواء — كيفية امتصاص، وتوزيع، واستقلاب، والتخلص من الدواء
  • فوائد الدواء وآلية عمله
  • افضل جرعة وأفضل طريقة لاعطاء الجرعة
  • سمّية الدواء
  • تأثير الدواء على فئات مختلفة من المجتمع، مثل الأجناس المختلفة
  • فعالية الدواء بالمقارنة مع أدوية متماثلة

التجارب غير السريرية

قبل اجراء التجارب الدوائية على البشر، يجب دراسة قدرة الدواء على التسبب في ضرر غير مقبول. هناك نوعان من التجارب غير السريرية:

  • تجارب في المختبر: يتم اجراء التجارب في بيئة اصطناعية خارج الكائنات الحية
  • تجارب في الجسم الحي: يتم اجراء التجارب على الكائنات الحية او الخلايا الحية الكاملة، وعادة يتم اجراء هذه التجارب على الحيوانات

خلال التجارب غير السريرية، تتطلب المؤسسات التنظيمية الوطنية من الباحثين الامتثال بالممارسات المختبرية الجيدة (GLP) التي تحدد الحد الادنى من متطلبات البروتوكولات المكتوبة، وإجراءات التشغيل، وتقارير الدراسة، والمعدات، والموظفين، ونظام ضمان الجودة.

عند اكتمال التجارب غير السريرية، يجب على مطور الدواء تقديم طلب دواء تجريبي جديد (IND) إلى المؤسسة التنظيمية الوطنية قبل البدء بالتجارب السريرية. يوفر هذا الطلب كل المعلومات المكتسبة من التجارب غير السريرية بالإضافة إلى معلومات التصنيع والبروتوكولات السريرية المقترحة.

التجارب السريرية

تجيب التجارب غير السريرية على العديد من الاسئلة الأساسية المتعلقة بسلامة الدواء، لكنها ليست بديلاً لدراسات تكشف عن الطريقة التي يتفاعل بها الدواء مع جسم الإنسان. لذلك، يتم اجراء التجارب السريرية. عندما يقوم الباحثون بتصميم تجاربهم السريرية، عليهم معرفة ما يريدون انجازه في كل مرحلة من مراحل البحث السريري.

تصميم التجارب السريرية

من خلال تصميم التجربة، يجب على الباحثين الإجابة على اسئلة بحثية محددة تتعلق بالدواء. يجب ان تتبع هذه التجارب بروتوكول واضح وعليهم تحديد:

  • معايير الاختبار — من يتأهل للمشاركة؟
  • عدد المشاركين
  • الوقت المتطلب لإجراء التجربة
  • هل هناك حاجة إلى مجموعة تحكم؟
  • ما هي الجرعة التي سيتم إعطاءها للمشاركين وما هي طريقة إعطاء الجرعة؟
  • ما هي البينات التي سيتم جمعها وكيف ومتى سيتم جمعها؟
  • كيف سيتم مراجعة البينات وتحليلها؟

مراحل التجارب السريرية

تتبع التجارب السريرية قبل التسويق سلسلة من المراحل تتفاوت من دراسات صغيرة وقصيرة إلى دراسات كبيرة وطويلة:

  • المرحلة الأولى: عادة ما يشارك 20–100 متطوع أصحاء أو مرضى وتستمر التجربة لعدة اشهر حيث يكون الهدف هو تقييم سلامة الدواء وفعالية الجرعات المقترحة. تقريباً 70٪؜ من الأدوية هنا تنتقل إلى المرحلة التالية
  • المرحلة الثانية: يصل عدد المشاركين إلى المئات وعادةً هم من المرضى. قد تستمر التجربة لمدة تتراوح بين عدة أشهر إلى سنتين كحد اقصى وتقريباً 33٪؜ من الأدوية تنتقل إلى المرحلة الأخيرة 
  • المرحلة الثالثة: 300–3000 متطوع يشارك في هذه المرحلة وعادةً هم من المرضى وقد تستمر هذه الدراسة لمدة سنة إلى أربعة سنوات، حيث الهدف هو تقييم فعالية الدواء ومراقبة أي ردود افعال سلبية. فقط حوالي 25–30٪؜ من الأدوية تنتقل من هذه المرحلة إلى مراجعة المؤسسة التنظيمية الوطنية

مراجعة المؤسسة التنظيمية الوطنية

عندما يحصل مطور الدواء على ادلة من التجارب غير السريرية والسريرية تشير على ان الدواء آمن وفعّال يجوز للشركة تقديم طلب لتسويق الدواء.

طلب تسجيل دواء جديد (NDA)

طلب تسجيل دواء جديد يروي القصة الكاملة للدواء وعليه إظهار ان الدواء آمن وفعال. يحتوي هذا الطلب على كل المعلومات عن الدواء، من بينات التجارب غير السريرية إلى بينات المرحلة الثالثة في التجارب السريرية، بالإضافة إلى العلامة التجارية المقترحة، والمعلومات المتعلقة بالمريض، وتعليمات الاستعمال.

المراجعة

عندما يصل طلب تسجيل الدواء إلى المؤسسة التنظيمية الوطنية، يقرر فريق المراجعة إذا كان الطلب مكتمل ويبدأ عملية تحديد ما إذا يمكنهم الموافقة على الدواء. بالإضافة إلى المراجعة، قد يذهب مفتشو المؤسسة إلى مواقع التجارب السريرية لإجراء عمليات تفتيش. يقوم رئيس فريق المراجعة بجمع كل المراجعات والمستندات الفردية في حزمة عمل بمثابة السجل لمراجعة المؤسسة. يقوم فريق المراجعة بإصدار توصية ويتخذ المسؤول الاعلى في المؤسسة القرار النهائي.

عادة ما يكون هنالك مشاكل متبقية تحتاج إلى حل قبل الموافقة على الدواء. ففي بعض الأحيان، قد تطلب المؤسسة من المطور معالجة اسئلة محددة بناءً على البينات المقدّمة. في بعض الحالات الأخرى، قد تطلب المؤسسة دراسات إضافية، كما هو الحال مع قرار مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية بتأخير الموافقة على دواء الايبينيفرين على شكل بخاخ انفي (Neffy) المصنعة من قبل ARS Pharmaceuticals. في مثل هذه المواقف، هناك آليات رسمية للاستئناف.

في النهاية، إذا قررت المؤسسة الموافقة على الدواء، ستعمل مع مقدم الطلب على تطوير معلومات الوصف في عملية اسمها “وضع العلامات”. 

مراقبة ما بعد التسويق

توفر التجارب السريرية معلومات مهمة تخص فعالية وسلامة الدواء، لكن يتم تنفيذ هذه التجارب في بيئات مراقبة للغاية مع عدد محدود من المشاركين مقارنةً مع عدد المرضى الذين قد يستفيدون من العلاج. لذلك، من المستحيل الحصول على معلومات كاملة حول سلامة الدواء عند الموافقة عليه. 

لدى المؤسسات التنظيمية الوطنية وشركات الأدوية برامج تسمح لمقدمي الرعاية الصحية، وزملاء المهنة، والمرضى الابلاغ عن المشاكل المرتبطة بأدوية موجودة في السوق، مثل ردود افعال سلبية غير متوقعة. مثلاً، توفر المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأردنية نموذج للمراقبة الدوائية، حيث يمكن المرضى ومقدمي الرعاية الصحية الابلاغ عن ردود افعال ضارة مرتبطة بالأدوية التي يتم تسويقها في الأردن.

بشكل عام، عملية تطوير الدواء طويلة ومكلفة وهناك العديد من العوامل التي يمكن تحسينها لتؤدي إلى كفاءة افضل. تتطلع شركات الأدوية إلى تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين هذه العملية بشكل افضل من خلال—على سبيل المثال—تسريع عملية اكتشاف المركب المستهدف أو استخدام الذكاء الاصطناعي لاختيار المرشحين للتجارب السريرية. ومع كل هذه التطورات، من المهم ان يتذكر مطورو الأدوية الهدف الأساسي من اكتشاف وتطوير أدوية جديدة: تطوير الدواء الآمن والفعّال وجعله في متناول يد جميع المرضى الذين قد يحتاجونه.

مقالات قد تعجبك