إنشاء حساب

مين بيشتري مين؟ كيف الإنترنت صار المنتج هو اللي بيلحقك مش العكس 

95 Views

مين بيشتري مين؟
كيف الإنترنت صار المنتج هو اللي بيلحقك، مش العكس؟
خليني أسألك سؤال بسيط:
كم مرة فكرت تشتري شي، أو حتى حكيت عنه بشكل عابر، وفجأة صرت تشوفه بكل مكان؟
إعلان على إنستغرام، بوست على فيسبوك، فيديو مراجعة على يوتيوب، وممكن حتى إيميل من موقع أنت ناسي إنك سجلت فيه!
صدقني، الموضوع مش صدفة.
إحنا دخلنا بزمن اختلفت فيه قواعد اللعبة.
زمان كنا نركض ندور على المنتج، هلأ؟ صار المنتج هو اللي بيركض ورانا، بيطلعلنا بكل زاوية أونلاين، وبينعرض بطريقة تخليك تحس إنه معمول مخصوص لإلك.
الإنترنت مو بس غير طريقة الشراء… غير فكرة الشراء نفسها.
قبل سنين مش بعيدة، لما بدك تشتري شي، كنت تجهز حالك:
تلبس، تنزل على السوق، تلف على كم محل، تسأل، تقارن، وتحاول تلاقي أفضل سعر أو جودة.
القرار كان ياخد وقت. أحيانًا يرجع الواحد عالبيت يفكر يوم أو يومين قبل ما يشتري.
اليوم؟
بتكون قاعد على الكنبة، بتقلب على تيك توك، وفجأة تلاقي منتج حلو، عليه خصم، والتوصيل مجاني، والدفع عند الاستلام.
بتحس حالك بتقول لحالك: “يعني ليش لا؟ خليني أجرّبه.”
وتشتريه بلحظة، بدون تفكير، وبدون ما تطلع من بيتك.
كل خطوة أونلاين صارت محسوبة.
اللي ما بنفكر فيه عادة، هو كيف الإنترنت صار بيجمع معلومات عنا بكل لحظة:
شو منحب؟ شو منفتّش؟ شو منعلّق عليه؟ شو الفيديو اللي وقفنا عليه أكتر من غيره؟
كل تفصيلة بتنحسب، وكل تفصيلة بتساعدهم “يعرفونا” أكتر.
الذكاء الاصطناعي صار يعرف ذوقك، ويعرف الوقت المناسب اللي يعرضلك فيه المنتج الصح، بالسعر الصح، وبطريقة تخليك تحس إنك محتاجه — حتى لو ما كنت.
يعني بدل ما إنت تدور على الأشياء، هي عم تلاقيك. ومو بس تلاقيك، عم تقنعك إنها ضرورية.
وأحلى شي؟ صار الكل يقدر يبيع.
زمان، إذا حدا بده يبلش مشروع أو يبيع شي، بده راس مال، محل، ديكور، أوراق رسمية، وشهرين تجهيز.
اليوم؟ عندك فكرة؟ منتج؟ حتى لو بسيط؟
بتفتح حساب على إنستغرام أو تيك توك، بتصور فيديو حلو، وبتبدأ البيع.
في ناس بلشوا يبيعوا أشياء من بيوتهم، بأدوات بسيطة، ووصلوا آلاف الزباين، وكلهم أونلاين.
صارت المتاجر جوّا الجوال، والشاشات هي الواجهة، وأي شخص ممكن يكون تاجر أو ماركة، حتى لو من غرفته.
طيب… هل إحنا لسه نختار؟
وهون نوصل للسؤال الحقيقي…
مع كل هالعروض، والتنبيهات، والإعلانات اللي بتنط من كل زاوية…
هل إحنا فعليًا عم نختار شو نشتري؟
ولا صرنا بس عم نستسلم للإغراء، نضغط على “اشترِ الآن”، ونقنع حالنا إنه “مش خسارة، بس تجربة”؟
الإنترنت صار مش بس وسيلة للشراء، صار آلة عم تصمم تجارب، وتخلق رغبات، وتبيعك أفكار قبل ما تبيعك منتجات.
إحنا مش دايمًا الزبون.
أحيانًا، إحنا الهدف. إحنا المنتج.
خلاصة الكلام…
الفرق بين الماضي والحاضر مو بس بالتكنولوجيا، هو بكيف صرنا نفكر ونشتري ونتعامل.
المنتج صار يوصل لعندك، قبل حتى ما تقرر إنك بدك إياه.
والشراء صار إحساس لحظي، مو قرار مدروس.
فالمعادلة اليوم انقلبت:
ما عاد الموضوع: “شو بدي أشتري؟”
صار:
“شو راح يشتريلي الإنترنت اليوم؟”

انشر مقالك على مدونة اومت الآن!

مقالات قد تعجبك