مما لا شك ان جائحة كورونا أسهمت في إظهار التأثير الإيجابي لصيدليات المجتمع على الصحة العامة. وجود الصيدليات في مواقع سهل الوصول إليها وفي مناطق تعاني من نقص الخدمات هي ميزة مهمة وفريدة من نوعها. لكن استمرار نمو صيدليات المجتمع وتوسعها يجعل من الصعب إدارة العمليات اليومية فيها بكفاءة عالية للسماح للصيدلي بالتركيز على توفير رعاية شخصية عالية الجودة للمرضى ومنع الاحتراق النفسي المهني.
حان الوقت لإحداث تغيير يطور عمل صيدليات المجتمع ويدعم رعاية المرضى ومهنة الصيدلة من خلال طرق مبتكرة.
لذلك، علينا تنمية بيئة تؤدي إلى ظروف عمل مستدامة من خلال زيادة قدرة الصيادلة على ممارسة المهارات السريرية التي يطلبها المرضى وتسهيل المهام الإدارية المرتبطة بصرف الدواء.
علاقة المريض مع صيدلية المجتمع
الثقة بين المرضى والصيدلي امر بالغ الأهمية، فرضى العملاء اعلى بين المرضى الذين يعرفون الصيدلي بالاسم. لذلك، من المهم ان يعمل القطاع الصيدلاني على تعزيز وزيادة الثقة لخدمة المجتمع بشكل افضل.
بالاضافة، لدى الصيادلة فرصة مهمة للتأثير في صحة المجتمع خارج نطاق صرف الأدوية من خلال تثقيف المرضى لتحسين الالتزام بالدواء ومراقبة الحالات المزمنة، وهذا بسبب قدرة صيادلة المجتمع على توفير رعاية سريرية عالية الجودة وتوفير الرعاية الصحية بين زيارات المريض للطبيبه.
صيادلة المجتمع بحاجة إلى المزيد من الدعم
بالرغم من تعبير صيادلة المجتمع عن الاهتمام في اداء واجبات غير صرف الأدوية، مثل تثقيف المريض والاستشارات الدوائية، يعاني القطاع يعاني من احتراق نفسي مهني. لذلك، بذل المزيد من الجهد لمعالجة قضايا قائمة في القطاع لتعزيز بيئة عمل إيجابية للصيادلة. قد تشمل الحلول:
- تعزيز برامج التدريب
- زيادة الرواتب، وتعزيز المسارات الجديدة للتقدم الوظيفي
- الابتكارات الرقمية التي تدعم الصيادلة والمرضى والتي تسمح للصيادلة التركيز على تقديم رعاية شخصية ذات جودة عالية
هذه التغييرات ستساهم في تنمية قطاع صيدلي متين، وتحقيق نتائج إيجابية للمرضى، وتمكين مستوى اعلى من الرضا الوظيفي، وتوفير مسار وظيفي احترافي يوفر فرصاً للنمو.
الابتكار الرقمي
يعد الاستخدام الفعّال للتقدّم التكنولوجي امراً بالغ الأهمية في مستقبل صيدلية المجتمع ومعالجة الاحتراق النفسي المهني وعبء العمل. يجب ان تهدف الابتكارات الصيدلانيّة الرقمية إلى ضمان تلقي المرضى رعاية شخصية عالية الجودة والى دعم الصيادلة في أعمالهم اليومية.
الصيدلية الرقمية
فكرة الصيدلية الرقمية اكتسبت الشعبية خلال جائحة كورونا بسبب سهولة الوصول اليها. الصيدلية الرقمية هي خدمة إلكترونية لبيع الأدوية للمرضى وقد تعمل كموقع مستقل أو كفرع إلكتروني لصيدلية. هذه الصيدليات الرقمية مريحة بشكل استثنائي ولكن لا تخلو من عيوب مثل:
- عدم وجود الاستشارات الدوائية: على المدى البعيد، عدم وجود استشارات دوائية عالية الجودة قد تؤدي إلى التداوي الذاتي، التشخيص الذاتي، والادمان بين المرضى.
- عدم وجود الثقة: عدم وجود التفاعل وجهاً لوجه بين الصيدلي والمريض قد يؤثر على العلاقة المبنية على الثقة بينهما.
- وجود ادوية مزورة: لأنه من الصعب تنظيم هذه الصيدليات الرقمية، الأدوية التي تباع عبر الإنترنت قد تكون مزورة، وهذا قد يهدد صحة المريض.
في القطاع الصيدلاني الذي تبنى الابتكار الرقمي بسرعة عالية، يتوّجب على صيدليات المجتمع التكيف وإدماج التكنولوجيا في تقديم الرعاية الصحية. ومع ذلك، يجب الحفاظ على معايير السلامة والتنظيم. لذلك، هناك فوائد محتملة كبيرة محتملة في تطوير واعتماد أنظمة رقمية تسهل عملية الإدارة الصيدلانيّة.
نظام تخطيط موارد المؤسسة (ERP)
نظام ERP هو حل رقمي يساعد المؤسسات على إدارة عملياتها وأتمتتها. عند تطبيق هذا الحل في صيدلية المجتمع، تشمل العمليات التي قد يديرها نظام ERP:
- إدارة المخزون: نظام ERP يساعد الصيدليات على الحفاظ على مستويات المخزون مثالية وتقليل الهدر الناتج عن الأدوية منتهية الصلاحية.
- الشراء: عملية شراء آلية تسهل طلب الأدوية من المستودعات وتبسط عملية تلقي وادخال المخزون الجديد.
- التعامل مع المرضى: نظام ERP يسهل عملية الحفاظ على المعلومات المرضية والدوائية لمريض معين، فهو مرجع يساعد الصيدلي في اتخاذ قرارات سريرية وتقديم افضل استشارة دوائية ممكنة للمرضى
- الإدارة المالية: يمكن لنظام ERP أتمتة جميع جوانب الإدارة المالية في الصيدلية، مما يقلل من الأخطاء ويساهم في مراقبة الصحة المالية للصيدلية.
- التواصل: نظام ERP يوفّر منصة مركزية يمكن تطبيقها على جميع الجوانب الإدارية المذكورة وهذا مفيد جداً في الصيدليات التي تضم فرقاً كبيرة وتتطلب التواصل الفعّال بين جميع أعضاء الفريق.
بدأ دمج الذكاء الاصطناعي مع أنظمة ERP، مما يسمح بالمزيد من التشغيل الآلي للمهام الروتينية عبر كل جوانب الإدارة الدوائية وتوفير مستوى اعلى من الدعم عندما يتخذ الصيدلي قرارات سريرية. مثلاً، عند التكامل مع الذكاء الاصطناعي، يمكن لنظام ERP طلب الأدوية تلقائياً بناءً على مستويات المخزون ويمكنه تنبؤ الطلب على منتجات معينة بناءً على بينات سابقة، مما يقلل من عبء العمل على الصيدلي.
تنفيذ نظام ERP قد يحسن سير العمل ويبسط العمليات، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية والسماح للصيادلة بالتركيز على الاستشارات الدوائية، وهذا يؤدي إلى نتائج سريرية افضل للمرضى.
صيادلة المجتمع هم شركاء قيّمون في الرعاية الصحية، إذ يقدمون خدمات عالية الجودة يمكن الوصول اليها بسهولة عندما يحتاجها المريض. وبما ان القطاع الصيدلي على استعداد للنمو بطرق مؤثرة في صحة المجتمع، فمن المهم تشجيع صيدليات المجتمع على تبني أنظمة ادارية مثل نظام ERP بحيث تتوافق مع النمو في القطاع وتساعد في رعاية المجتمعات الصحية.
اكتشف برنامج اومت ERP للأدارة الصيدليات لعمليات مبسطة وكفاءة محسّنة. عزز نجاحك الآن
كتابة :سلمى تفاحه | نشر: Daniel Qura