إنشاء حساب

تساقط الشعر في الخريف: الأسباب العلمية والدراسات الحديثة

23 Views

يلاحظ كثير من الناس ازدياد تساقط الشعر في فصل الخريف مقارنة بباقي فصول السنة، ما يثير التساؤل حول ارتبا هذه الظاهرة بتغيّر الفصول. وقد أظهرت دراسات متعددة أن للتغير الموسمي دورًا فعليًا في دورة حياة الشعر.

مراحل نمو الشعر

 يمر الشعر بأربع مراحل رئيسية في دورة حياته:

  1. مرحلة التنامي (Anagen)
  2. هي مرحلة النمو الفعلي للشعر.
  3. تستمر من 2 إلى 6 سنوات.
  4. يشكل الشعر في هذه المرحلة 80–90% من إجمالي الشعر على الرأس.
  5. طول المرحلة يحدد مدى قدرة الشعر على الطول — فكلما طالت، زاد طول الشعر.
  • مرحلة التراجع (Catagen)
  • مرحلة انتقالية قصيرة تستمر من 2 إلى 3 أسابيع.
  • ينقطع فيها الدم عن الشعرة ويتوقف نموها، وتتحول إلى ما يُعرف بـ”الشعرة العجراء” (Club hair).
  • نحو 3% من الشعر يكون في هذه المرحلة.
  • مرحلة الراحة (Telogen)
  • تستمر من 3 إلى 4 أشهر.
  • تكون البصيلات في حالة خمول، ولا ينمو الشعر خلالها.
  • نحو 6–8% من الشعر يكون في هذه المرحلة، وينتهي بعضها بالسقوط الطبيعي للشعرة.
  • مرحلة التساقط (Exogen)
  • هي امتداد لمرحلة الراحة.
  • يحدث خلالها تساقط الشعر الطبيعي بمعدل 50–100 شعرة يوميًا.

يتزامن التساقط مع بدء نمو شعر جديد من نفس البصيلة.

الأدلة العلمية على التساقط الموسمي

عدة دراسات أكدت وجود نمط موسمي لتساقط الشعر، خاصة في نهاية الصيف وبداية الخريف:

  • دراسة بريطانية طويلة المدى على 14 رجلًا وجدت أن ذروة التساقط كانت في شهري أغسطس وسبتمبر، حيث انخفضت نسبة البصيلات النشطة للنمو في سبتمبر بشكل ملحوظ [1].
  • دراسة لاحقة أكدت وجود دورية سنوية في نسب الشعر في مرحلة التيلوجين، بأعلى القيم في أواخر الصيف [2].
  • دراسة شملت 823 امرأة أظهرت أن التساقط يزيد في الصيف ويستمر حتى بداية الخريف، ما يدعم فرضية التأثير الموسمي [3].

الأسباب والفرضيات المحتملة

  1. تأثير ضوء الشمس :
    طول النهار وزيادة التعرض للشمس في الصيف تؤثر في إفراز الميلاتونين وعوامل النمو، ما قد يؤدي لدخول الشعر مرحلة التيلوجين في نهاية الصيف [2].
  2. تلف الشعر الصيفي :
    التعرض للأشعة فوق البنفسجية والمياه المالحة والحرارة العالية قد يضعف الشعرة، ويُلاحظ التساقط بعد شهرين تقريبًا (أي في الخريف) [5].
  3. العوامل الهرمونية والتغذية :
    تغيّر النظام الغذائي أو مستويات فيتامين D بين الفصول يمكن أن يؤثر في نمو الشعر، وإن لم تُثبت الدراسات علاقة مباشرة قوية بعد [6].
  4. الإجهاد الموسمي (Telogen effluvium):

أي ضغط نفسي أو جسدي في الصيف قد يؤدي إلى تساقط بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر — وهو نمط شائع في الخريف [7].

هل يُعدّ تساقط الشعر في الخريف مرضًا؟

غالبًا لا.
التساقط الموسمي يُعد ظاهرة طبيعية مؤقتة تدوم من 6 إلى 8 أسابيع ثم تعود الدورة لطبيعتها. لكن استمرار التساقط لأكثر من 3 أشهر، أو ظهور فراغات واضحة، يستدعي مراجعة طبيب جلدية لتقييم الحالة

توصيات عملية للحدّ من التساقط الموسمي

  • تناول غذاءً غنيًا بالبروتين، الحديد، الزنك، وفيتامين D  والبيوتين.
  • تجنّب استخدام أدوات الحرارة والكي المفرط.
  • حماية الشعر من الشمس والكلور في الصيف.
  • استخدام شامبو لطيف وعدم شدّ الشعر بقوة.
  • تعويض النقص الغذائي عند الحاجة

الخلاصة

تساقط الشعر في الخريف ظاهرة موثقة علميًا ترتبط بتبدّل الفصول وتغير دورة الشعر. وهي عادة مؤقتة لا تدعو للقلق ما لم تستمر أو تترافق مع أعراض أخرى.

مقالات قد تعجبك