إنشاء حساب

لماذا لا يوجد حتى اليوم شكل فموي للإنسولين؟

94 Views

الإنسولين هو هرمون حيوي ينظم مستويات السكر في دم مصابين السكري، لا يتم إنتاج الإنسولين بشكل كافٍ أو لا يتم استخدامه بفعالية، مما يتطلب استخدامه في شكل حقن. على الرغم من الأبحاث العديدة، لا يوجد حتى اليوم شكل فموي للإنسولين. هذا المقال يستعرض الأسباب العلمية والتكنولوجية التي تجعل تطويره أمرًا صعبًا.

الإنسولين بروتين: تحلله في الجهاز الهضمي

الإنسولين هو بروتين مكون من سلسلة من الأحماض الأمينية، وعند تناوله عن طريق الفم، يتم تحليله بواسطة الإنزيمات الهضمية مثل البيبسين في المعدة والتربسين في الأمعاء الدقيقة. هذا التحلل يحول الإنسولين إلى أحماض أمينية صغيرة، مما يفقده فعاليته. لكي يعمل، يجب أن يبقى سليمًا ويصل إلى مجرى الدم حيث يمكنه تنظيم مستويات الجلوكوز، وهو ما لا يحدث عند تناوله عن طريق الفم.

تحديات امتصاصه عبر الأمعاء

حتى لو نجا الإنسولين من التحلل الهضمي، يظل من الصعب امتصاصه عبر جدار الأمعاء. الإنسولين جزيء كبير ومحبي للماء، مما يجعله غير قادر على المرور بسهولة عبر الأغشية الدهنية لجدار الأمعاء. لذلك، يحتاج الإنسولين إلى نظام توصيل خاص يمكنه تسهيل امتصاصه في مجرى الدم، وهو أمر لم يتم تطويره بعد بشكل كافٍ.

الحاجة الى تطوير نظام توصيا خا

لتطوير شكل فموي للإنسولين، يجب استخدام نظام توصيل يحميه من التحلل الهضمي ويسهل امتصاصه في مجرى الدم. بعض الطرق الممكنة تشمل:

  • الجسيمات النانوية: تحيط هذه الجسيمات بالإنسولين وتحميه من التحلل، كما تسهل امتصاصه عبر الأمعاء.
  • معززات النفاذية: يمكن استخدام مواد لتسريع امتصاص الإنسولين عبر جدار الأمعاء، لكن قد تؤدي إلى آثار جانبية.
  • التغطية المعوية: تحمي هذه التغطية الإنسولين من الأحماض في المعدة، ولكنها لا تحل مشكلة امتصاصه عبر الأمعاء.

رغم هذه الخيارات، لا توجد طريقة موثوقة لضمان توصيل الإنسولين عن طريق الفم بشكل فعال وآمن حتى الآن.

اختلاف ديناميكا الدواء بين الإنسولين القابل للحقن والفموي

عند حقن الإنسولين تحت الجلد، يتم امتصاصه بسرعة في مجرى الدم، ما يسمح له بالعمل بسرعة في خفض مستويات الجلوكوز. أما إذا تم تناوله عن طريق شكل فموي، فقد يستغرق امتصاصه وقتًا أطول من خلال الجهاز الهضمي، مما يصعب تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل دقيق وفعّال.
الإنسولين القابل للحقن يُصمم ليكون سريع المفعول أو طويل المفعول، حسب الحاجة، في حين أن الشكل الفموي يتطلب تعديلات لضمان تأثيره السريع والدقيق.

البدائل الحالية وقيودها

  • أجهزة استنشاق: أجهزة مثل أفريزا تسلم الإنسولين إلى الرئتين حيث يُمتص بسرعة في مجرى الدم. لكن هذه الأجهزة لا تناسب الجميع، وخاصةً المرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية.
  • أدوية في مرحلة البحث: يتم دراسة كبسولات الإنسولين الفموية، التي تشمل تقنيات مثل تغليفه في الجسيمات النانوية أو استخدام نظائر مقاومة للهضم. رغم ذلك، لا يزال هذا المجال في مرحلة التجارب والبحث.

التطورات في علاج السكري ومستقبل الشكل فموي

رغم التحديات، تظل أبحاث الإنسولين الفموي مستمرة. العلماء يبحثون في طرق جديدة لتحسين استقرار الإنسولين وتعزيز امتصاصه في الأمعاء. بعض الابتكارات تشمل:

  • تحسين استقرار الإنسولين: الباحثون يدرسون طرق تعديل جزيء الإنسولين لجعله أكثر مقاومة للهضم وأكثر قابلية للامتصاص.
  • أنظمة توصيل متقدمة: يتم البحث في استخدام تكنولوجيا النانو والبوليمرات القابلة للتحلل لتحسين توصيل الإنسولين بشكل أكثر فعالية عبر الأمعاء.
  • العلاج الجيني: بعض الدراسات تستهدف تعديل إنتاج الإنسولين داخل الجسم من خلال أساليب بيولوجية جزيئية لتقليل الحاجة إلى الحقن المنتظمة.

على الرغم من التقدم، لا يزال من غير الممكن توفير الإنسولين الفموي بشكل واسع للمستخدمين في الوقت الحالي، وقد يتطلب الأمر سنوات من الأبحاث لتطويره بشكل موثوق.

الخاتمة

لا يزال تطوير شكل فموي يمثل تحديًا كبيرًا في علاج مرض السكري. تتعلق المشكلة بتفكك الإنسولين في الجهاز الهضمي وصعوبة امتصاصه عبر الأمعاء. رغم أن هناك بدائل مثل أجهزة استنشاق وحقن، فإن الأبحاث مستمرة لاكتشاف طرق جديدة لتقديمه عبر الفم. ومع تطور الأبحاث في مجالات توصيل الأدوية، قد يصبح الإنسولين الفموي علاجًا متاحًا وفعالًا لمرضى السكري.

انشر مقالك على مدونة أومت الآن!
لمعرفة المزيد عن حلول أومت، تواصل معنا!

مقالات قد تعجبك