مع انتشار تقنيات صناعة الأدوية المختلفة مثل الذكاء الاصطناعي و طباعة ال 3D وتطورها لحظة بلحظة ، سطع نجم تقنية النانو وأبدى قدرة عالية لتغيير ما نعرفه في الوقت الحالي عن أنظمة وصول الأدوية الى وجهتها المنشودة في جسم الانسان .
ومن اشهر التطبيقات لهذه التقنية ما استطاع العلماء الوصول له في الأدوية المضادة للأورام ، حيث تمكن العلماء من ابتكار أدوية نانوية الحجم لديها نظام هندسي معين قادر على تمييز الخلايا السرطانية من خلايا الجسم السليمة ، مما يؤدي الى عدم ظهور الاعراض الجانبية المصاحبة للأدوية التقليدية لعدم احتوائها عليها .
ما هي تقنية النانو
أصل كلمة النانو مشتق من الكلمة الإغريقية “نانوس (ננו) “، وتعني اصطلاحا القزم ويقصد بها كل شيء صغير.
وهي تقنية تعمل عن طريق البحث و تطوير جزيئات صغيرة الحجم تتراوح بين ( ١-١٠٠ ) نانو متر في المختبرات العلمية ، وقد استطاعت الدخول في العديد من المجالات الحديثة المختلفة .
من المثير للاهتمام في هذه المواد انها قد اظهرت سلوكا رائعا لا يصدق عند استخدامها لنقل الأدوية، حيث أبدت قدرة عالية على الوصول الى مستقبلات معينة بدقة في الجسم ، مما أدى الى الحصول على فعالية اعلى للدواء وقلل آثاره الجانبية قدر الامكان ، واصبح بالامكان تصميم الباحثين العلاج ليناسب احتياجات كل مريض.
تختلف الأدوية المصنعة بتقنية النانو عن الأدوية المتعارف عليها بشكلها التقليدي بمقدار حجمها الصغير ، وقد تتسائل كيف سنستفيد من هذه الخاصية؟
زيادة الاستفادة البيولوجية
تواجه الأدوية المصنعة بالطريقة التقليدية مشكلة الاختلاف بين كمية الدواء الداخلة للجسم والكمية الفعلية التي نؤدي الدور العلاجي ، يعود ذلك الى مواجهة الدواء للعديد من المراحل الاستقلابية في الجسم ومروره عبر عدة حدود بيولوجية ، ينتج عنه وصول كمية اقل للمستقبلات الحساسة الخاصة به .
تأتي تنقية النانو لتحل هذه المشكلة تدريجيا عن طريق تحسين ذوبان واستقرار الأدوية بسبب الحجم الصغير للجزيئات ، مما يسفر عن الحصول على استفادة مثلى من المادة الفعالة .
تصميم ادوية خاصة بكل مريض
حيث برزت هذه التقنية في قدرتها على انتاج وتصنيع ادوية بمواصفات معينة حسب دراسات بروتينية، وجينومية، وجينية، بالإضافة إلى الظروف الصحية والبيئة المحيطة بالمريض , كلها صفات يتم استخدامها للحصول على الدواء الصحيح بالجرعة الصحيحة في الوقت الصحيح ، للمرضى الذين فشلت الخطط العلاجية المعتادة في اظهار اي تأثير علاجي عليهم .
تخطي الحدود البيولوجية
من المشاكل الشائعة في تقنيات الأدوية التقليدية ، هي عدم امكانية الدواء الوصول الى اماكن معينة في الجسم إما لكبر حجم الجزيئات او لعدم تناسبها كيميائيا مع هذه المنطقة .
فتأتي التقنية النانوية وتتفوق في هذه النقطة بسبب حجمها الصغير ، مما يعطيها فرصة اكبر للمرور عبر الأنسجة والوصول الى مناطق ابعد من الأدوية العادية ، مما يفتح الأفاق والاحلام لحل الأمراض المستعصية وتقديم حلول ناجعة لمشكلات العصر الجديد .
تعد هذه التقنية سلاح ذو حدين كمثيل كل شيء في الحياة ، حيث انها تعد من اكثر التقنيات الواعدة في القطاع الصيدلاني وتعد خطوة هامة للأمام في قطاع الرعاية الصحية ، يستمر البحث والتطوير كل ثانية لإيجاد حلول وتقنيات جديدة لمشكلات الانستن المعاصر ، لكن من الضروري الالتزام بالمعيار الاخلاقي للمهنة والانتباه الى مضار هذه التقنية والتي تعود لنفس الشيء المميز فيها ، الموازنة والاستخدام العقلاني للتقنية سيحافظ عليها ويمكننا من الاستمرار في الحصول على اكبر فائدة منها.
كتابة : زين مصاروه | أقر أيضا : مراحل تطوير الدواء