مع تزايد تعقيد عمليات الأدوية في الجسم على المستوى الداخلي ،أضحت كليات الصيدلة في رغبة مستمرة لاستخدام الواقع الافتراضي كأسلوب تعليمي جديد. يتيح هذا التحول للطلاب تعلم حركية الأدوية ليس من الجانب النظري، بل في مساحة تفاعلية ثلاثية الأبعاد. من خلال المحاكاة، يمكن للطلاب رسم مسار الجزيئات عبر الخلايا والأنسجة وتعديل النماذج الجزيئية بما يتناسب مع رغباتهم، مما يعزز النظرية ويضعها موضع التنفيذ قبل دخول المختبر , و يبقى السؤال , كيف يكننهم تحقيق ذلك ؟
1.العملية الاولى…الإمتصاص.
حيث تُجرى التجربة افتراضيًا في بيئة تُحاكي توصيل جزيئات الدواء إلى جدار الأمعاء وامتصاصها في الدورة الدموية. دور الطالب ؟ يمكنه بسهولة تصور كيف تجعل خصائص النفاذية ونشاط الإنزيم الدواء نافذًا، وكيف يمكن تعديل معدل الامتصاص لتقليله أو زيادته، مما يسمح برؤية تأثير التغيرات الدوائية أو البيئية على معدل الامتصاص.
2.التوزيع..العملية الثانية.
بعد الامتصاص، تنتقل الجزيئات عبر الدم إلى أعضاء أخرى. يتتبع الطالب مساره إلى الكبد والكلى والدماغ، ويحدد أماكن استقلاب وتخليق المستقلبات. أما المنظور التفاعلي، فهو الذي يُعلّم الفرد كيف يؤثر كل عضو على فعالية الدواء وسميته، وكيف يمكن أن تؤثر وظائفه على مستوى تركيزه في الدم.
3. التفاعل بين النموذج الفعلي والبنية المتغيرة :
توفر العديد من البرامج مساحات افتراضية افتراضية، حيث يمكن للطلاب “الشعور” بجزيئات الدواء و التفاعل مع الروابط الكيميائية في الوقت الفعلي. تُشاهد عمليات التلاعب في سياق تكوين مستقبلات الدواء إلى البروتين في الوقت الفعلي، مما يُمكّن الطلاب من محاولة تحسين فرضيات تصميم الدواء قبل إجراء التجارب المعملية الفعلية في العالم الخارجي.
4. في النهاية…محاكاة للخطوة النهائية :
وأخيرًا، يتعلم الطلاب كيفية التخلص من المستقلب من خلال الجهازين الصفراوي والبولي. يوضح النموذج كيف يعتمد بقاء الدواء في الجسم على وظائف الكلى والكبد ومعدل تدفق الدم، وكيف يمكن للتغيير العلاجي أو العلاج المصاحب أن يؤثر على هذه الأحداث.
الفوائد والتحديات.
يُعزز استخدام تقنية الواقع الافتراضي المتطورة في تدريس علم الأدوية التعلم التجريبي للمبادئ الجزيئية، ويُقلل من استخدام المواد الحقيقية باهظة الثمن، ويُخفف من مشكلة السلامة. تتطلب هذه التقنية الاستثمار في الأجهزة إلى جانب الاستثمار في التدريب على استخدام برامج خاصة، مما يتطلب دعمًا لوجستيًا وفنيًا لتحقيق أقصى استفادة من التطبيق وسهولة اعتماده.
الخلاصة.
يُمثل التحول من النصوص إلى بيئات الواقع الافتراضي لطلاب الصيدلة خطوةً متقدمةً في تعليم الصيدلة، حيث يُتيح تعلمًا آنيًا وتفاعليًا . يُتيح هذا المحاكاة للطلاب اليوم تصميم وتقييم أدوية جديدة في بيئات مختبرية حقيقية، وستكون أدويتهم المستقبلية أكثر أمانًا وفعاليةً وابتكارًا.